الرومنسي .
المساهمات : 120 تاريخ التسجيل : 29/05/2008
| موضوع: الدنيا وسيلة ومزرعة للآخرة الأحد يونيو 15, 2008 3:54 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم وأصلي وأسلم على من صلت عليه ملائكة الرحمن وسرى الضياء بسائر الاكوان لما طلع على الوجود مزودا بحمى الاله وراية القرآن سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . أحبتي السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته الدنيا هذه الدنيا التي طالما تعلقت بها قلوبنا وأفئدتنا . وتغنى بها المغنون . ومن الشعراء من منهم مدحها ومن منهم ذمها . الدنيا التي هي عند الله لا تساوي جناح بعوضة . إقتتل فيها من إقتتل , وفيها من باع دينه وعرضه وضميره فيها ولاجلها... وفيها من زهد وولاها ظهره وأقبل عليها مدبرا ’ ففارق الاصحاب وانقطع الناس وانزوى في داخله . الدنيا ؟؟؟؟ فيها من يريد بل ويحاول حرق المراحل فتراه دأوب يجري ويلهث وراءها . وفيها من يطلق عنان الامل . الدنيا ؟؟؟؟ الدنيا التي خلقها ربّنا لتخدمنا فأصبحنا وبكل أسف نخدمها ونتفنن في خدمتها . ألم يقل تعالى في حديثه القدسي : (( يا دنيا إخدمي من يخدمني فسوف يخدمك من لم يخدمني )) صدق ربنّا ومن أصدق من الله قيلا. . الدنيا ؟؟ ألم يتأفف منها سيد الخلق أجمعين فقال:(( أف من الدنيا وبلاياها حلالها نحاسب عليه وحرامها نعاقب عليه ))ولعل هذه الآيات الكريمة من سورة إبراهيم توضح لنا بما فيه الكفاية وتنور لنا السبيل .
الدنيا وسيلة ومزرعة للآخرة [center]الدنيا وسيلة ومزرعة للآخرة
عن ابن عمر رضي الله عنه قال :[size=21] [center][b]((أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال : كن في الدّنيا كأنّك غريب أو عابر سبيل)) وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول :إذا أمسيت فلا تنتظر الصّباح,وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء,وخذ من صحّتك لمرضك, ومن حياتك لموتك .رواه البخاريّ قال الإمام أبو الحسن علي بن خلف في شرح البخاري : قال أبو الزناد : معنى هذا الحديث الحض على قلة المخالطة وقلة الاقتناء والزهد في الدنيا.قال أبو الحسن : بيان ذلك أن الغريب قليل الانبساط إلى الناس مستوحش منهم إذ لا يكاد يمر بمن يعرفه ويأنس به ويستكثر بخلطته,فهو ذليل خائف , وكلك عابر السبيل لا ينفذ في سفره إلا بقوته عليه خفته من الأثقال غير متشبه بما يمنعه من قطع سفره معه بزاد ورحلة يبلغانه إلى بغيته من قصده. وهذا يدل على إيثار الزهد في الدنيا ليؤخذ البلغة منها والكفاف , كما لا يحتاج المسافر إلى أكثر مما يبلغه إلى غاية سفره , كذلك لا يحتاج المؤمن في الدنيا إلى أكثر مما يبلغه. وقال العز علاء الدين بن يحيى بن هبيرة : في هذا الحديث ما يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حض على التشبه بالغريب لأن الغريب إذا دخل بلدة لم ينافس أهلها في مجالسهم ,ولا يجزع أن يرى على خلاف عادته في الملبوس ,ولا يكون متدابرا معهم,وكذلك عابر السبيل لا يتخذ دارا ولا يلج معهم في الخصومات مع الناس وعابر السبيل مستحبة أن تكون للمؤمن في الدنيا لأن الدنيا ليست وطنا له لأنها تحبسه عن داره وهي الحائلة بينه فراره . وأما قول ابن عمر : ((إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء )) , فحضّ منه على أن الموت يستعد له بالعمل الصالح , وحض على تقصير الأمل, إي لا تنتظر بأعمال الليل الصباح بل بادر بالعمل , وكذلك إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وتؤخر أعمال الصباح إلى الليل . وأما قوله : (( وخذ من صحتك لمرضك )) حض على اغتنام صحته فيجتهد فيها خوفا من حلول ما يمنعه من العمل . وكذلك قوله( ومن حياتك لموتك )) تنبيه على اغتنام أيام حياته لأن من مات انقطع عمله وفات أمله وحضره على تفريطه ندمه وعلم أنه سيأتي عليه زمان طويل وهو تحت التراب لا يستطيع عملا ولا يمكنه أن يذكر الله عز وجل فيبادر في زمن سلامته, فما أجمع هذا الحديث لمعاني الخير وأشرفه . وقال بعضهم : قد ذم الله تعالى الأمل وطوله وقال : "(( ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون))"سورة الحجر" وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرّم وجهه :" (( ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون ,فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا , فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل. وقال أنس رضي الله عنه : (( خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا فقال : هذا الإنسان وهذا الأمل وهذا الأجل , فبين ما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب وهو أجله والمحيط به وهذا تنبيه على تقصير الأمل واستقصار الأجل خوف بغتته,ومن غيب عنه أجله فهو جدير بتوقعه وانتظاره خشية هجومه عليه في حال غرة وغفلة . فليروض المؤمن نفسه على استعمال ما نبه عليه ويجاهد أمله وهواه فإن الإنسان مجبول على الأمل . قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه : (( رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلح خصا فقال : ما هذا ؟ فقلت: قد وهن صلحه, فقال صلى الله عليه وسلم ( ما أرى الأمر إلا أقرب من ذلك )). والخص : هو البيت يعمل من الخشب والقصب . نسأل الله العظيم أن يلطف بنا وأن يزهدنا في الدنيا وأن يجعل رغبتنا فيما لديه وراحتنا يوم القيامة , إنه جواد كريم غفور رحيم . وصدق الشافعي رحمه الله تعالى إذ قال يا من يعانق دنيا لا بقاء لها *** يمسي ويصبح في دنياه سفّارا هلاّ تركت لذي الدنيا معانقة *** حتى تعانق في الفردوس أبكارا إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها *** فينبغي لك أن لا تأمن النّار وقال أيضا كم ضاحك والمنايا فوق هامته *** لو يعلم غيبا مات من كمد من كان لم يؤت علما في بقاء غد***ماذا تفكره في رزق بعد غد. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم لي ولكم أن لا يجعل مصيبتنا في ديننا وأن لا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النّار مصيرنا . وأسأله أن لا يجعلها في قلوبنا وأن يجعلها في أيدينا . آمين يارب العالمين لنا ولكم ولمن يقول آمين دمتم في حفظ الرحمن الذي لا تضيع ودائعه بكل الحب والود [/center] [/size][/b][/center] | |
|
همس الورود .
المساهمات : 64 تاريخ التسجيل : 11/06/2008
| موضوع: رد: الدنيا وسيلة ومزرعة للآخرة الأحد يونيو 15, 2008 4:24 pm | |
| جزاك الله ألف خير
وجعله في ميزان حسناتك وضاعف لك الأجر
وجعل مثواك الجنة
مودتي
هموســــه | |
|